للمشاهدة

تقدم الصفحة الرئيسية الجديدة على موقع المبادرة الديمقراطية العربية اليهودية المشتركة، لنا صورة ناصعة، منتحلة وتقض مضاجع السكينة. هي بمثابة قراءة لاتجاهات منطقة العرض الماثلة أمامكم، هدفها وضع عروض متغيرة من التوثيق والفنون البصرية.

تُظهر هذه الصورة حجر-حاجز عسكري، وهو جزء من الصورة التي هي في حد ذاتها مكوّنة من كلٍ كبير: سلسلة “حجارة الحواجز” للفنان غاي راز. الصورة الكاملة معروضة هنا إلى جانب مجموعة أعمال أخرى من هذه السلسلة (1995-1997). ومع مرور السنين، أضيفت إليها سلسلة حواجز- دبابات من أيام الانتداب، وسلسلة من حجارة الجدار.

***

يرسم غاي في جولاته خريطة لأرض الحواجز. وأكثر من ذلك: لأن التربة التي نمت فيها الأزهار البرية لهذه الخلطات الخرسانية، هي نفسها شبكة من الحواجز:

حواجز الوعي.
حواجز اللغة.
حواجز الذاكرة.
حواجز العيون.

آلة تصوير الفنان ترى الحجارة عن قرب، حيث يتم تمييز الفضاء الذاتي لها، تقوم بتأطيرها في توازن مثالي، تكشف الجمال الكامن فيها، هذا الجمال الذي هو نتاج الصدفة الغير مبالية. في المقابل فإن مدلولاتها تكاد تُنسى في التغيير الذي فرضته عليها. تم اقتلاع البعض من المنظر الطبيعي، مثل التماثيل. البعض الآخر منها منزرع بها بكامل التبجيل. يعرّف الفنان هيكل هذا العمل، وأولئك الذين جاؤوا بعده، بأنه “تجريدي سياسي”.

الانفصال والاندماج سوية، هو تناقض داخلي منتشر جدًا في الفنون.

وبالنسبة لي، فإن هذا التناقض الداخلي يحدد أيضًا بشكل عميق ومرير الحياة التي اعتدنا أن نعيشها هنا والآن، من هذا الماضي لبلاد الحواجز.

(ل.د. )